وبالرغم من أن أهمية السنوات الأولى من العمر
بالنسبة للنمو المستقبلي أمر أدركه التربويون وعلماء النفس وغيرهم منذ فترة طويلة
,فإن إيلاء هذه السنوات الإهتمام الذي تستحقه على المستوى العملي جاء متأخراً
نسبياً.وإذا كانت الطفولة المبكرة مرحلة حاسمة لنمو الأطفال العاديين فهي أكثر
أهمية للأطفال المعوقين .فسنوات العمر الأولى بالنسبة لأعداد كبيرة من الأطفال
المعوقين سنوات يصارعون فيها من أجل البقاء وفترات تدهور نمائي وضياع فرص يتعذر
تعويضها في المراحل العمرية اللاحقة. وبدلاً من أن تكون مرحلة الطفولة مرحلة تطور
ولعب واستكشاف واستمتاع كما هو الحال للأطفال العاديين فإنها غالباً ما تكون مرحلة
معاناة وحرمان للأطفال المعوقين.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة أصبحت قضية التدخل المبكر
تطرح نفسها بكل قوة في الميادين العلاجية و التربوية . فمن الممكن تخفيف تأثيرات
الإعاقة وربما الوقاية منها إذا تم اكتشافها ومعالجتها في وقت مبكر جداً.ولقد أصبح
ممكناً في الآونة الأخيرة الكشف عن عدة اضطرابات أثناء الحمل أو لدى الأطفال حديثي
الولادة .وجدير بالذكر أن التعرف المبكر على مثل هذه الاضطرابات المرضية ومعالجتها
قبل حدوث تلف في الجهاز العصبي أو غيره من أجهزة الجسم يمنع حدوث الإعاقة . كذلك الإرشاد الجيني يوجه أساساً نحو الإفراد وأولياء الأمور
الأكثر عرضة لإنجاب أطفال معوقين.وفي مجال الكشف الصحي المبكر ,فثمة تجارب ريادية
في حملات الكشف السريع عن الضعف السمعي والضعف البصري والضعف التعلمي.
ومن الاجراءات المعروفة لتحديد الأطفال الذين قد يكونوا بحاجة إلى
خدمات خاصة الاجراء المعروف بالكشف الشامل أو واسع النطاق. وتتمثل الخطوة الأولى
في الكشف العام بتحديد نوع الكشف الذي سيتم إجراؤه.وفي هذا الصدد فإن اجراءات
الكشف أصبحت معروفة ومقننة.وتتمثل الخطوة الثانية في الكشف العام بإحالة الأطفال
الذين تبين من الكشف أنهم يعانون من ضعف حسي أو تعلمي. وتتم الإحالة إلى
الأخصائيين بالتعاون مع أولياء الأمور و بموافقتهم.إن التدخل المبكر يلعب دوراً
وقائياً حيوياً يتمثل أساساً بمساعدة الطفل على :
1/اكتساب الأنماط السلوكية
المقبولة اجتماعياً في المدرسة وغيرها.
2/اكتساب مهارات متنوعة للتعايش
مع صعوبات الحياة اليومية.
3/تطوير مفهوم إيجابي عن ذاته
وتنمية الشعور بالقدرة على الإنجاز.
4/فهم مشاعره ومشاعر الآخرين.
5/تطوير اتجاهات إيجابية نحو
المدرسة والتعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق