مقالات عن التدخل المبكر في
بعض دول الخليج
( قطر – البحرين – السعودية
)
كتبت - عائشة بوهادي : نظم المركز الثقافي الاجتماعي للصم وشبكة الجزيرة ندوة بعنوان
أهمية التدخل المبكر لذوي الإعاقة بمشاركة علي السناوي رئيس مجلس إدارة المركز
القطري للصم ومحمد بن علي مقدم لغة الإشارة من قناة الجزيرة ومتخصص السمع مصطفى
محمد، وأدار الندوة مقدم لغة الإشارة سمير سمرين من قناة الجزيرة.
طالب المتحدثون في الندوة بالاهتمام بذوي الإعاقة
السمعية بدءا من الأسرة وضرورة تعلم لغة الإشارة للتواصل مع الصم، حيث قال علي
السناوي رئيس مجلس إدارة الصم بقطر إن الصم يأملون في التطور وأن يكونوا سواسية مع
الجميع، وتمنى أن يرى الصم في مجالات مختلفة وأن يتم دمجهم في مجتمع السامعين،
فالأصم لا يحتاج إلى الشفقة، لأنه يستطيع التقدم والتطور إذا ساعدته الظروف على
ذلك، وهناك إشكالية في التعليم الجامعي ومجال الإعلام ودوره في إيصال الخبر
للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، فالإعلام عنصر مهم جدا في المجتمع ومن خلاله يمكن
للبشر أن يتواصلوا ويتعرفوا على مجتمع الصم تحديدا، فمترجم نشرات الأخبار الموضوع
في مربع صغير لا يلاحظ ولا يمكن الاستفاذة منه، وقال السناوي: يجب الاهتمام بهذه
المساحة الممنوحة لمترجم لغة الإشارة في نشرات الأخبار.
وقال مختص السمع مصطفى محمد أن التدخل المبكر عند
الأطفال ذوي الإعاقة السمعية موضوع حديث في الوطن العربي، رغم أهمية حاسة السمع
التي تعمل باستمرار في حياة الإنسان، وتأثير الإعاقة في كل جوانب الحياة
الانفعالية والاجتماعية والنفسية للأصم، وتمنى أن يتم التعامل مبكرا فور اكتشاف
الإعاقة، والتدخل في مرحلة عمرية مبكرة لتعليم الطفل وإعداده بشكل صحيح وإعداد
الطفل لإدماجه اجتماعيا وإعداده منذ الطفولة في الرعاية والتعليم واكتساب الخبرات
والتعليم الجامعي الذي يجب أن يبدأ مبكرا أيضا لكن المجتمع العربي مازال أمامه
الكثير في هذا المجال، وقال محمد بن علي مقدم لغة الإشارة بقناة الجزيرة إن
للجزيرة دورا مهما جدا في إيصال الخبر للصم وأن هذه الأخيرة أعطت حافزا لبقية
المؤسسات للاهتمام بهذه الشريحة، وكانت مهمة نشر ثقافة وجود الأصم بادرة مهمة
للجزيرة، التي كسرت الانعزالية وأصبح منذ ذلك الوقت حق للأصم للحصول على المعلومة
وهذا ما نصت عليه اتفاقية دولية بموافقة معظم الدول العربية والأجنبية، لقد حدث
ارتقاء فكري بالأصم العربي من خلال الجزيرة، فالجزيرة أثرت على الأصم العربي وليس
القطري فحسب، واتجهت العديد من القنوات لوضع ترجمة لغة الإشارة في نشرات الأخبار،
وأضاف قريبا نأمل أن يكون للصم نشرة أخبار خاصة بهم، وبالنسبة إلى لغة الإشارة قال
أنها ليست واحدة على مستوى العالم وحتى العرب ليس لديهم لغة إشارة واحدة لكنها
متقاربة بنسبة 80% عند العرب. ومختلف البرامج يمكن أن تترجم بلغة الإشارة لتعم الفائدة
لذوي الإعاقة السمعية، خاصة أن لغة الإشارة والبرامج المترجمة بها قليلة جدا في
مجال الإعلام.
وبالنسبة لتجربة قطر في تأهيل ذوي الإعاقة السمعية
خاصة في مرحلة الكشف المبكر عند الولادة ومتابعة الحالة بعد ذلك، خاصة أن مستشفى
حمد لديه خدمة التدريب على النطق في قسم العلاج النطقي في مؤسسة حمد وتنمية
المهارات والنطق والانتباه، غير أنه لا يوجد في قطر مركز للتدخل المبكر لذوي
الإعاقة السمعية.
المرجع : جريدة الراية
اعداد : عائشة علي الشمراني
طالباً على قائمة الانتظار... وأولياء أمور يشكون تأخر تشخيص التوحد350
«التنمية» تدعم 80 % من الكلفة التشغيلية لـ «عالية للتدخل المبكر»
الوسط - فاطمة عبدالله
أكدت مشرفة صف بمركز
عالية للتدخل المبكر منى الضويحي أن عدد الطلبة ممن هم على قائمة الانتظار وصل إلى
350 طالباً وطالبة، في حين بلغ عدد الطلبة الحالين 108 للفترة الصباحية والمسائية،
في الوقت الذي تدعم وزارة التنمية الاجتماعية المركز بنسبة 80 في المئة من الكلفة
التشغيلية، في حين أن الدعم الذي يحصل عليه المركز هو دعم للطلبة الملتحقين
بالمركز وليس للطلبة ممن هم على قائمة الانتظار.
وأوضحت الضويحي في حديث
إلى «الوسط» أن وجود هذا العدد من الطلبة على قائمة الانتظار يؤكد أن المركز يعاني
من عدم وجود دعم، مشيرة إلى أن المركز يحتاج إلى دعم لمن هم على قائمة الانتظار،
وذلك عن طريق توسعة المكان بتشييد مبان جديدة، إضافة إلى دعم المدرسات، إذ إن
العمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى جهد كبير.
وأشارت الضويحي إلى أن
المركز قبل التحاق الطالب يقوم بعمل تشخيص تعليمي وتقييم القدرات الاستيعابية
والأكاديمية والمهارات بأنواعها للطالب مع مراقبة الطالب أو الطالبة في اللعب
الحر، مشيرة إلى أن المركز يركز جهوده على الطلبة صغار السن الموجودين على قوائم
الانتظار لتأهيلهم وإعدادهم قبل الدخول إلى المركز.
ولفتت الضويحي إلى أنه
على رغم أن مملكة البحرين قطعت شوطاً في مجال البرامج الخاصة للأطفال ذوي الصعوبة
في السلوك والتواصل، فإن هناك عدم قدرة على تشخيص حالات اضطراب التوحد مبكراً، إذ يلجأ
ولي الأمر للتوجه إلى دولة الكويت أو الأردن وغيرهما من الدول للتشخيص، وفي الوقت
الذي يمكن تشخيص المرض اعتباراً من 18 شهراً، إلا أنه في البحرين يتم تشخيصه في سن
أكبر.
وذكرت أنه غالباً نسبة
الإصابة بين البنين تصل من 3 إلى 4، أما البنات فتنخفض النسبة إلى 1، مشددة على
أهمية التشخيص، الذي من خلاله يمكن معرفة الاضطراب السلوكي واللغوي والإنمائي،
وعدم قدرة الطالب على اللعب كباقي أقرانه.
وبينت أن المركز يقدم
الكثير من الخدمات التي يحتاج إليها الطلبة من مهارات أكاديمية أو حياتية وأهم
البرامج برنامج تحليل السلوك التطبيقي وبرنامج «teach»، وبرنامج Miller method وبرنامج «massage» وبرنامج
العلاج الوظيفي، وبرنامج التكامل السمعي.
وأكدت أن وزارة التربية
والتعليم تدعم المركز من خلال انتداب 12 معلمة، في حين أن وزارة التنمية
الاجتماعية تدعم 80 في المئة من الكلفة التشغيلية.
وأشارت إلى أن مشكلة
قوائم الانتظار والطاقة الاستيعابية لم يتم التعامل معها بعد.
أما في ما يتعلق بدمج
الأطفال المصابين بالتوحد مع الأطفال الأصحاء، فقد ذكرت مشرفة صف بمركز عالية
للتدخل المبكر أن هناك دمجاً بينهم، إذ إنه بعد تخريج الفوج الأول من المركز تم
دمجهم في المدارس الخاصة وتحديداً في ثلاث مدارس، مشيرة إلى أن إدارة المركز
افتتحت مدرسة عالية لدمج الأطفال فيها ومتابعة مدى التطور لدى أطفال التوحد.
وأكدت الضويحي أن «دمج
الأطفال في المجتمع في حد ذاته يعد توعية للمجتمع، ما قد يساهم في توفير فرص
التعليم والعمل المناسب».
وأوضحت أن «وزارة التربية
والتعليم بدأت تطبيق أساليب دمج الطلاب في المدارس الخاصة والحكومية، كما أن وزارة
العمل قامت بتوظيف نسبة معينة من ذوي الاحتياجات الخاصة».
ونوهت الضويحي إلى أنه
على رغم الجهود المبذولة، فإن كل طالب يبلغ 16 عاماً يغادر المركز، كما أن الطلبة
الذين لا يستطيعون في المركز توفير برنامج تأهيلي مناسب لاحتياجاتهم وقدراتهم
يغادرون المركز، مشيرة إلى أن المركز يحتاج إلى تعاون الجهات المختلفة مثل الشركات
والوزارات لتوفير فرص عمل مناسبة، كما أن هناك حاجة إلى تدريب الطلبة الذين بلغوا
16 سنة وذلك لتوفير فرص عمل مناسبة لقدراتهم، فضلاً عن حاجة المركز إلى ورش عمل
آمنة ومشاريع صغيرة يستطيع من خلالها إيجاد مكان عمل آمن لهؤلاء الطلبة.
أما في ما يتعلق بالدورات
التدريبية لأولياء الأمور، فقد أوضحت الضويحي أن المركز يدعو ويناشد أولياء الأمور
حضور دورات تدريبية طوال العام، مدة الدورة شهران، كما أن هناك أيضاً زيارات صفية
يسمح لولي الأمر حضور يوم كامل للاطلاع على برنامج الطفل اليومي والاطلاع على
الخطة المتبعة سواء أكاديميّاً أو خطة تعديل السلوك، مشيرة إلى أنه معظم أولياء
الأمور لا يلتزمون إتمام الدورة التدريبية، مؤكدة ضرورة تعاون الأسرة مع المركز
والمدرسين، إذ إن التعاون خطوة نجاح فى تنفيذ أي برنامج أو خطة تعليمية حتى يكتمل
تنفيذه.
وأكدت الضويحي أنه على
رغم انتشار حملات التوعية في البحرين، فإن النظرة السائدة في مجتمعنا لم تتغير، إذ
إن النظرة لهذه الفئة مازالت موجودة، ومازال هذا التفكير هو السائد، إذ إن العديد
من أهل المصابين بالتوحد يفاجأون بالأسئلة الغريبة التي قد تحرج ولي الأمر،
فالأسئلة دائماً ما تكون «كيف أصيب بالتوحد، هل إخوانه وأخواته طبيعيون أم مصابون
بالتوحد، كيف يتم التعامل معه، هل يستطيع تمييزكم، هل يلعب مع الأطفال؟»، موضحة أن
هذه الأسئلة تسبب الحرج للعديد من الأهالي.
وبينت أنه لو كان المجتمع
يدرك معنى اضطراب التوحد لكان هناك اهتمام بكل المجالات والخدمات التي تقدم إليهم
ابتداء من الرعاية التعليمية والعملية والصحية وغيرها من الخدمات.
وفي سياق متصل، شكا عدد
من أولياء الأمور من عدم وجود مراكز لرعاية أبنائهم، وخصوصاً في ظل زيادة عدد
المصابين بالتوحد وكثرة من هم في قوائم الانتظار لدى العديد من المراكز المعترف
بها في البحرين، في الوقت الذي شكا البعض من عدم وجود دورات لأولياء الأمور وذلك
لتأهيلهم للتعامل مع أطفالهم المصابين بالتوحد.
وقالت ولية أمر «طفلي
يبلغ من العمر ثلاثة أعوام ونصف، اكتشفت مؤخراً أنه مصاب بالتوحد، إذ إنه عندما
كان يبلغ من العمر عامين كان يتلفظ ببعض الكلمات البسيطة، إلا أنه سرعان ما يتوقف
عن الكلام والأكل أيضاً حتى بدأ وزنه يقل بشكل تدريجي، كما توقف عن تقليد الآخرين
واللعب بالمكعبات».
وأضافت «انتقلنا من
مستشفى إلى آخر وقد أجرينا جميع الفحوصات، إلا أن جميعها كانت سليمة، وكنت أشكو في
ذلك الوقت من هدوئه غير الطبيعي وكثرة مشاهدة التلفاز وعدم تفاعله مع من حوله،
وانحصار تقاعله مع التلفاز عبر الضحك معه».
وتابعت «بعد زيارة أكثر
من مستشفى وأكثر من طبيب، أكد أحد الأطباء احتمال أن يكون مصاباً بالتوحد، وقد تم
البحث في تاريخ العائلة حول ما إذا كانت هناك إعاقات أم لا».
وأضافت «من بعد اكتشاف
إصابته بالتوحد وكان ذلك قبل أن يبلغ من العمر 3 أعوام بدأت رحلة المعاناة، فكنا
نحتاج إلى تقرير يكشف عن حالته على أن يتم تشخصيه مسبقاً، وقد راجعنا الطب النفسي
عدة مرات وخصوصاً أن التقرير الطبي لمستشفى الطب النفسي هو الوحيد المقبول، وقد
بقينا على قائمة الانتظار حتى يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وبعد بلوغه عامه الثالث
بقينا فترة في انتظار الموعد فضلاً عن تأجيل الموعد أكثر من مرة، وبعد التشخيص تم
التأكيد أنه مصاب بالتوحد بنسبة بسيطة، في الوقت الذي يتم تشخيص المرض خارج
البحرين قبل ثلاثة أعوام».
وأكدت أنها قامت بمراجعة
أكثر من مركز لضم طفلها إليه، إلا أنها تفاجأت بأن عدد قائمة الانتظار في مركز
عالية للتدخل المبكر بلغ أكثر من 300 طالب وطالبة، مستغربة من عدم وجود مراكز
مؤهلة أخرى وذلك للتخفيف من الضغط.
وأشارت إلى أن طفلها
حاليّاً يبلغ من العمر ثلاثة أعوام ونصف ومازالت غير قادرة على تسجيله في أي مركز
بسبب كثرة قوائم الانتظار، مبينة أنها حاولت تسجيله في الفترة المسائية، إلا أن
بعض المراكز يلزمها في هذه الحالة بدفع رسوم الدراسة مع دفع جزء من راتب المدرسة
التي ستقوم بالإشراف على حالة الطفل.
ولفتت ولية الأمر إلى أن
المدارس الخاصة التي تقوم بدمج الأطفال مع الأطفال الأصحاء تكون رسومها أكثر من
ألف دينار في السنة، مشيرة إلى أن التعامل مع طفل مصاب بالتوحد صعب جداً وخصوصاً
أن الأخير يحتاج إلى رعاية مستمرة وإلى غذاء خاص مختلف عن أقرانه، إذ يمنع عليه
شرب الحليب العادي، فلابد أن يكون حليب الطفل المصاب بالتوحد مختلفاً، مبينة أنه
على رغم الصعوبة التي يواجهها أولياء الأمور؛ هناك نقص في البرامج التدريبية
لأولياء الأمور والتي من خلالها يمكن لهؤلاء تعلم كيفية التعامل مع أطفالهم.
واستنكرت ولية الأمر غلق
أبواب المسئولين، وعدم وجود مراكز كافية للطلبة المصابين بالتوحد، فضلاً عن عدم
وجود حضانات للمصابين بالمرضى ومن هم أقل من سنة المدرسة.
هذا وقد شكا آسيوي من
المشكلة ذاتها بعدم وجود شواغر في العديد من المراكز، ومن ارتفاع أسعار الدراسة في
الوقت الذي لا يقبل فيه العديد من المدارس الأطفال المصابين بالتوحد، مشيراً إلى
أن طفله يبلغ من العمر 6 أعوام ولا يستطيع حتى الآن إدخاله المدرسة لعدم وجود
شواغر، ولعدم تمكنه من دفع الرسوم الدراسية .
المرجع : صحيفة الوسط
البحرينية
اعداد : عائشة علي
الشمراني
في البداية ينبغي التأكيد
على أن السنوات الثلاث الأولى إلى الخمس (المرحلة الحرجة) من حياة
عمر الطفل هي الأهم على الإطلاق، ففي هذه المرحلة تتشكل لدى الطفل كافة جوانب النمو المختلفة (اللغوي، المعرفي، الحركي، النفسي، الاجتماعي)، لذا نرى أن الأطفال في هذه المرحلة الحساسة النمائية بحاجة ماسة للخدمات التي من شأنها تزويدهم بالخبرات التعليمية والتدريبية في أبكر وقت ممكن.
عمر الطفل هي الأهم على الإطلاق، ففي هذه المرحلة تتشكل لدى الطفل كافة جوانب النمو المختلفة (اللغوي، المعرفي، الحركي، النفسي، الاجتماعي)، لذا نرى أن الأطفال في هذه المرحلة الحساسة النمائية بحاجة ماسة للخدمات التي من شأنها تزويدهم بالخبرات التعليمية والتدريبية في أبكر وقت ممكن.
وهذه الحقيقة تنطبق على الأطفال
الصم وضعاف السمع بالقدر نفسه الذي تنطبق فيه على الأطفال السامعين، والمهم في هذه
المرحلة (ما قبل سن المدرسة) والتي تعقب مرحلة القياس والتشخيص، هو الاستفادة من تنمية
مهارات اللغة والتواصل، لاعتبارها من أكثر وأهم المشاكل التي يعاني منها الأصم وضعيف
السمع، ففقدان السمع يؤثر على اللغة إذا لم يكن هناك برامج تدخل مبكر.
وبالإضافة إلى أن برامج التدخل
المبكر مخصصة في الأصل لمساعدة الأسر في عملية التعامل مع أطفالهم الصم أو ضعاف السمع
بما يدعم جوانب القوة ويقلل من جوانب الضعف فعلى ذلك يتم تقديم الخدمات اللازمة والإرشادات
التوعوية للوالدين.
وتعتبر السنوات الأولى من
حياة الأطفال الصم وضعاف السمع الذين لا تقدم لهم برامج تدخل مبكر إنما هي سنوات حرمان
وفرص ضائعة وربما تدهور نمائي أيضاً، فإن الأسر بحاجة إلى مساعدة في المراحل الأولى
لكي لا تترسخ لديهم أنماط تنشئة غير بناءة مما قد يترتب عليها صعوبات نفسية هائلة لاحقاً.
فعملية التدخل المبكر Early Intervention هي مجموعة الإجراءات العلاجية والتربوية والتأهيلية وكافة الممارسات
والخطوات المنظمة التي تهدف إلى تقديم الخدمات اللازمة للأطفال الصم وضعاف السمع من
خلال تجهيز وتوفير الأجهزة والوسائل السمعية المناسبة وتقديم الخدمات الإرشادية والتوعوية
للوالدين، وتقديم الرعاية والاهتمام بالطفل الأصم وضعيف السمع بالإضافة لوجود فريق
عمل متعدد التخصصات ويهمنا في هذا الفريق في مرحلة التدخل المبكر أخصائي السمعيات حيث
يقوم بتشخيص كل ما يتعلق بمشاكل السمع وقياس الفقدان السمعي وتدريب الطفل بعد ذلك على
كيفية الاستفادة من البقايا السمعية وأخصائي لغة وتخاطب (مدرب نطق) الذي يقوم بتدريب
الطفل على تنمية مهارات اللغة والتواصل ووضع جلسات علاجية وتدريبية في كيفية تصحيح
مخارج أصوات الحروف التي يعاني منها الطفل حتى نصل بالطفل إلى نمو لغوي جيد.
فيجب أن يكون هناك كشف مبكر
في أبكر وقت ممكن أي وقت حدوث الإعاقة ومن ثم تدخل مبكر وبالتالي يكون النمو اللغوي
أسرع لدى الطفل للتواصل مع الآخرين. وبالنظر لواقعنا الحالي فالمتأمل في هذا الأمر
يجد التباين الكبير بين الدول في الاهتمام بخدمات وبرامج التدخل المبكر، حيث إن الدول
المتقدمة تولي هذا الجانب اهتماما كبيراً، وتعتبره من أولويات أنظمة الرعاية الصحية
للأطفال الصم وضعاف السمع من ناحية توفير المراكز والبرامج والأجهزة والوسائل السمعية
المعينة على ذلك، وإعداد الكوادر البشرية المتخصصة، وإجراء البحوث والدراسات العلمية
والاستفادة من خبرات وتجارب الدول السابقة التي من شأنها تقوم على تطوير برامج وخدمات
التدخل المبكر، ولكن في المملكة العربية السعودية قد تكون مراكز وبرامج التدخل المبكر
مفقودة أوفي أفضل الأحوال ضعيفة، وبجهود الأسرة فقط، حيث لا يوجد على سبيل المثال مركز
تدخل مبكر حكومي يخدم الأطفال الصم وضعاف السمع وأسرهم والموجود الآن مراكز خاصة وعلى
مستوى محدود ويجد بعض أسر الأطفال الصم وضعاف السمع بعض العقبات من ناحية التكاليف
المادية، فإذا كان التقييم والتشخيص والاختبار السمعي الخاص بالمواليد في عدد محدود
من المستشفيات الحكومية وعلى نطاق ضيق، وبالتالي فإن برامج وخدمات التدخل المبكر للأطفال
الصم وضعاف السمع وأسرهم ستكون أضعف بكثير مما نتصور.
وأخيراً من أهم التوصيات التي
سأقدمها في ضوء ما سبق، أرى أن هناك العديد من الأمور التي يجب على القائمين على رعاية
الأطفال الصم وضعاف السمع وتأهيلهم وضعها في عين الاعتبار من أهمها وجود مراكز تدخل
مبكر (تأهيل سمعي ولغوي) في منطقة السكن بالنسبة للأطفال الصم وضعاف السمع مجهزة بكامل
الوسائل والأجهزة السمعية التي تخدم الصم وضعاف السمع وأسرهم، بالإضافة إلى ضرورة توافر
الفريق الخاص ببرامج التدخل المبكر بدءاً من مرحلة التشخيص ويضم هذا الفريق أخصائي
سمعيات وأخصائي لغة وتخاطب وأخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي ومعلم عوق سمعي والطفل والوالدين.
بالإضافة إلى مد جسور التعاون
مع الأسر من حيث تقديم برامج توعوية ودورات تثقيفية مكثفة في برامج التدخل المبكر ومراجعة
الطفل مع ذويه لمراكز التدخل المبكر وتطبيق البرامج المنزلية بواسطة الوالدين المعطاة
من قبل المركز، وأخيراً إعداد وتنفيذ الدورات التدريبية المكثفة للكوادر المحلية المعنية
بالأطفال الصم وضعاف السمع.
-
———————–
نشرت بواسطة:مـوقـع السكينة
نقلاً عن صحيفة الجزيرة
السعودية
اعداد : عائشة علي
الشمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق