برامج التدخل المبكر
المحتوى
تعريف التدخل المبكر
مبررات تقديم خدمات التدخل المبكر
أهداف برامج التدخل المبكر
لجنة التقييم والإحالة ودورها
برامج التدخل المبكر
أولاً: برنامج الزيارات المنزلية
ثانيا: برنامج الروضة
أولا: تعريف التدخل المبكر:
ويعنى تقديم خدمات متنوعة طبية
واجتماعية وتربوية ونفسية للأطفال دون سن السادسة من أعمارهم ممن يعانون من إعاقة بصرية
أو من متعددي الإعاقة (مثل كف البصر والتخلف العقلي، كف البصر والشلل الدماغي، كف البصر
والصمم، كف البصر والتأخر النمائي … إلخ) وذلك بهدف مساعدة الأطفال وأسرهم على تطوير
مهاراتهم وقدراتهم حتى يستطيع الأطفال تحقيق أقصى درجة ممكنة من الأداء والنمو.
مبررات تقديم خدمات التدخل المبكر:
إن خدمات التدخل
المبكر تعتبر هامة وضرورية نظراً للعوامل والمبررات التالية:
1-إن القدرة على التعلم في السنوات
العمرية المبكرة أسرع حيث يكون التعلم أسهل من التعلم في المراحل العملية الأخرى.
2- إن التأخر النمائي الذي قد يعاني
منه الطفل كنتيجة لإعاقته أو لظروف البيئة التي تحيط به يعتبر مؤشرا خطيرا قد يعني
أن الطفل قد يعاني من مشكلات كبيرة طوال حياته.
3- إن الظروف البيئية التي تحيط
بالطفل لها تأثير كبير على نمو الطفل.
4- إن الأسر عادة ما تكون بحاجة
إلى المساعدة والدعم في الفترة التي تلي اكتشاف الإعاقة نظراً لحساسية تلك الفترة وتأثيرها
السلبي على الأسرة وخاصة إذا لم تجد من يدعمها ويقدم لها الخدمات التي تعينها على تجاوز
المشاعر والاتجاهات السلبية التي تلي اكتشاف الأسرة لإعاقة طفلها، كما أن دور الأسرة
في تعليم وتدريب الطفل في هذه المرحلة يعتبر أكبر وأخطر من دور المدرسة أو المركز لذلك
فالأسرة هي شريك أساسي في العملية التعليمية.
5- إن معظم مراحل النمو الحرجة
والتي تكون فيها القابلية للنمو والتعلم في ذروتها تكون في السنوات الأولى من العمر
وبالتالي إذا لم يتم تقديم خدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه
المرحلة العمرية فإنها يمكن أن تصبح سنوات حرمان وفرص ضائعة وربما تؤدي إلى تأخر نمائي.
6- لقد أشارت العديد من الدراسات
السابقة إلى الجدوى الاقتصادية لبرنامج التدخل المبكر حيث أنها تقلل من النفقات المادية
التي تحتاج لها الخدمات والبرامج التربوية الخاصة في المراحل العمرية اللاحقة.
ثالثا: أهداف برامج التدخل المبكر:
مجموعة من الأهداف
لخدمات التدخل المبكر المقدمة وتتضمن:
توفير جميع الخدمات والظروف التي
تعزز فرص النمو السوي أمام الأطفال ذوي المشكلات البصرية وذلك من خلال توفير فرص التدريب
المناسب لعمر الطفل، والخدمات العلاجية الوقائية التي قد يحتاج لها كخدمات العلاج الطبيعي
والوظيفي النطقي وكذلك توفير الأجهزة الطبية والداعمة التي قد يحتاج لها.
زيادة وعي الأسرة وقدرتها على التعامل
مع طفلها وحاجته وقدراته بشكل مناسب من خلال التدريب المباشر للأم وبقية أفراد الأسرة
ويتم هذا من خلال الزيارات المنزلية وورش العمل التدريبية وخدمات الإرشاد الأسري والنفسي.
توفير أفضل البرامج والخدمات والأخصائيين
ذوي الخبرة في هذا المجال.
(ولعل هذا الهدف يعتبر من أكثر
الأهداف صعوبة نظراً لقلة عدد البرامج المتوفرة باللغة العربية لهذه الفئة من الأطفال
بالإضافة إلى أن عدد الأخصائيين العرب ممن يمتلكون الخبرة للعمل مع هذه الفئة من الأطفال
يعتبر محدوداً للغاية).
تنظيم دورات تدريبية وورش العمل
بهدف زيادة كفاءة الكوادر العاملة في هذا المجال وكذلك دورات تدريبية موجهة للأسرة
بهدف مساعدتها على اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لتنفيذ البرنامج التدريبي الخاص
بالطفل.
زيادة الوعي الاجتماعي وتعديل الاتجاهات
السائدة في المجال نحو أهمية وفاعلية تقديم خدمات التدخل المبكر.
إن التحاق الطفل ببرامج التدخل
المبكر في معهد النور يتم من خلال إحالة الطفل إلى المعهد وعادة ما تتم هذه الإحالة
من خلال طبيب الأطفال أو طبيب العيون أو الأسرة.
وبعد المقابلة المبدئية للطفل وأسرته
وتحديد ماهية مشكلة الطفل وحاجاته، تشكل لجنة تسمى لجنة الخطة التربوية بهدف دراسة
وتقييم حالة الطفل ومن ثم تطوير خطة التدريب والخدمة التي تتناسب مع قدراته وحاجاته.
وعادة ما تتكون هذه اللجنة من:
إداري (منسق
الحالة)
اختصاصي التدخل
المبكر.
اختصاصي نفسي.
اختصاصي اجتماعي.
اختصاصي علاج
نطقي.
اختصاصي علاج
طبيعي ووظيفي.
معلم تربية خاصة.
اختصاصي الضعف
البصري.
ولي أمر الطفل
(عادة الأم).
وعلى ضوء المعلومات الأولية المتوفرة
عن الطفل تقرر اللجنة نوعية المعلومات التي يجب العمل على توفيرها عن قدرات الطفل وحاجاته
وذلك من خلال تطبيق مجموعة من الاختبارات والمقاييس المختلفة وعادة ما تستمر عملية
التقييم للطفل ما بين أسبوعين وشهر، وبعد أن ينتهي كل من الاختصاصيين المختلفين من
عملية التقييم تجتمع اللجنة مرة أخرى، ويتم في هذا الاجتماع تجميع المعلومات التي تم
الحصول عليها عن الطفل وقدراته وحاجاته ومن ثم تحلل هذه المعلومات وتدرس مع الأخذ بعين
الاعتبار العوامل التالية:
1) طبيعة الإعاقة من حيث:
أ- نوع الإعاقة وشدتها.
ب- العمر عند الإصابة بها.
ج- الأسباب المؤدية للإعاقة.
د- مآل الحالة.
هـ- وجود إعاقات أخرى مصاحبة.
2) الظروف الأسرية التي يعيش فيها
الطفل ويتضمن ذلك:
أ- العلاقات الأسرية.
ب- الظروف الاقتصادية للأسرة.
ج- اتجاهات الأسرة نحو إعاقة
طفلها.
د- قدرة الأسرة على المساهمة
في تدريب طفلها من حيث درجة
الوعي والثقافة لديها.
3) الخدمات المتوفرة محلياً.
وبعد أن تنتهي عملية تحليل المعلومات يتم تحديد الأبعاد التالية:
أ) الأهداف التربوية بعيدة
المدى وقصيرة المدى للخدمات التي سوف تقدم للطفل.
ب) تحديد الأخصائيين الذين
سوف يشاركون في تقديم الخدمات للطفل
وكذلك دور كل منهم في الخدمات.
ج) تحديد دور الأسرة في التدريب
وما هو متوقع منها وما تحتاجه
الأسرة حتى تكون قادرة على
ذلك.
د) تحديد مكان الإحالة المناسب
وعادة ما يكون إما الروضة أو برنامج
الزيارات المنزلية وذلك اعتماد
على عمر الطفل وحاجاته.
هـ) تحديد موعد التقييم الدوري
القادم للخطة التربوية الفردية.
برامج التدخل المبكر:
أولاً: برنامج
الزيارات المنزلية (HOME
VISITS):
وتقدم الخدمات في هذا البرنامج
للأطفال وأسرهم ممن تقل أعمارهم عن 3 سنوات ويتم ذلك بناء على قرار اللجنة التربوية
والخطة التربوية التي وضعت للطفل، حيث تقوم زائرة منزلية بزيارة منزل الطفل بمعدل مرة
واحدة أسبوعيا وفي البداية تكون الزيارات بهدف التدريب التدريجي للأم حول كيفية التعامل
مع الطفل على ضوء احتياجاته وقدراته، ومن ثم تبدأ المعلمة بتنفيذ تدريبات محددة مع
الطفل تستمد من الخطة التربوية الفردية الخاصة به وتطلب من الأم أن تلاحظ ما يتم ومن
ثم تقوم الأم بإعادة التدريب الذي قامت به الزائرة المنزلية وقبل نهاية الجلسة تقوم
الزائرة بتكليف الأم بتدريب طفلها على هدف أو هدفين في مجالات نمائية مختلفة (كالمجال
اللغوي أو المعرفي أو الحركي أو الاجتماعي… إلخ) وذلك حتى موعد الزيارة المقبلة، كما
تطلب منها ملء نموذج خاص يوضح الهدف الذي دربت عليه الأم طفلها وعدد المرات التي تم
فيها التدريب خلال الأسبوع ومدى نجاح الطفل في تأدية ذلك الهدف.
وفي الزيارة التالية تقوم الزائرة
المنزلية بالاطلاع على النموذج الذي قامت الأم بتعبئته وتبدي ملاحظاتها وتوجيهاتها
للأم حول مدى فاعلية التدريب الذي قامت به مع طفلها. وتستمر الزيارات المنزلية طوال
العام الدراسي حوالي 10 أشهر وتتوقف عادة خلال فترة الإجازة الصيفية.
وقد تتطلب حالة الطفل العلاج الطبيعي
أو النطقي وفي هذه الحالة لابد من حضور الطفل إلى المعهد حيث يقوم الاختصاصي بتقديم
الخدمة اللازمة.
كما أن بعض الأسر قد تعاني من مشاكل
اجتماعية أُسرية مما يترتب عليه حاجتها إلى مساعدة للتغلب عليها وفي هذه الحالة يتم
تنظيم جلسات إرشاد ونفسي وأسري بشكل فردي أو جمعي وذلك حسب حاجة كل أسرة.
وعادة ما تستمر الزيارات المنزلية
حتى يبلغ الطفل عمر الثلاث أو الأربع سنوات ومن ثم يتم تحويله إلى برنامج الروضة إذا
ما كان وضعه النمائي طبيعيا ولا يعاني من أية إعاقات أخرى مصاحبة حيث تتم إحالة الطفل
في هذه الحالة إلى برنامج آخر هو برنامج الأطفال متعددي الإعاقة.. ومما يجدر بالذكر
ذلك أنه يتم إعادة تقييم وضع الطفل والخطة التربوية الفردية الخاصة به في نهاية كل
عام دراسي.
إن الأداة التي يتم اعتمادها كأداة
لتقييم قدرات الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 6 سنوات هي برنامج الإريجون وهو مصمم خصيصا
لفئة الأطفال ذوي المشكلات البصرية وهي أداة تقييم نمائية تنظم فيها المهارات في المجالات
النمائية المختلفة مثل النمو اللغوي، النمو المعرفي، النمو الحركي، النمو الاجتماعي
والمهارات الحياتية اليومية بشكل متسلسل منظم نمائيا ليناظر النمو الطبيعي وهذه الأداة
يتم استخدامها في برامج التدخل المبكر كأداة تقييم وكأساس للمنهاج التدريبي الخاص بالأطفال.
" ثانيا: برنامج الروضة:
ويستقبل هذا البرنامج الأطفال ممن
تتراوح أعمارهم ما بين 3-6 سنوات حيث توفر لهم الروضة جوا تربوياً مهيئاً لتلبية احتياجاتهم
النمائية.
إن برنامج الروضة بني على مبادئ
ما يعرف بروضة المنتسوري والتي تركز على أن الطفل يتعلم من خلال العمل بيديه، فهو مشارك
فعال في العملية التعليمية التي تهدف إلى مساعدته على اكتشاف بيئته من خلال أنشطة منهجية
واللامنهجية منظمة ومبرمجة مسبقاً. تهدف لمساعدته على تطوير قدرته على التفكير الإبداعي
والخلاق من خلال اكتساب خبرات عملية حية.
كما يتضمن برنامج الروضة تدريبات
خاصة بالأطفال ذوي المشكلات البصرية وتتضمن أنشطة ومهارات تهدف إلى مساعدة الطفل على
التغلب على الآثار السلبية للإعاقة (وهذا ما نسميه التعليم التعويضي).
وتتضمن هذه الأنشطة
المهارات التالية:
أ) التدريب الحسي، ويشمل
تدريب الطفل على استخدام حواسه كالتدريب
اللمسي، والسمعي، والشمي،
والتذوق، وذلك بشكل فعال ووظيفي في
حياته اليومية.
ب) الاستشارة البصرية، بهدف
مساعدة الطفل على استخدام البقايا
البصرية المتبقية لديه بشكل
منظم ووظيفي.
ج) مهارات الحركة والتنقل
باستقلالية.
د) مهارات القراءة والكتابة
بطريقة برايل.
هـ) المهارات الحياتية اليومية.
المرجع :
المعهد السعودي البحريني للمكفوفين
إعداد الطالبة :
مها عبدالله الزهراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق