https://twitter.com/ETEC9

الحساب الرسمي للفعالية في تويتر

https://www.facebook.com/pages/ETEC9/546074778824402

الصفحة الرسمية للفعالية في الفيس بوك

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 2 مارس 2014


التدخل المبكر


من الولادة حتى عمر 3 سنوات :

تعتبر السنوات الأولى من عمر الطفل فترة حرجة في تطوره. ويجتاز جميع الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم أهم التغيرات التطورية وأسرعها بحيث يستطيعون القيام بالمهارات الأساسية مثل المهارات الحركية الكبيرة ،المهارات المعرفية، مهارات اللغة والتواصل، المهارات الاجتماعية، ومهارات مساعدة الذات والتي تكون بمثابة الأساس لتطور الطفل في المستقبل . وهذه القدرات تتحقق وفقا لأنماط تطورية معينة .
هذا ويواجه الأطفال ذوي متلازمة داون عادة تأخراً في بعض مجالات التطور ، لذلك ينصح بشدة بالتدخل المبكر. والذي يمكن البدء به في أي وقت بعد الولادة، ولكن كلما كان مبكرا كان ذلك أفضل .

(أ)     ما هو التدخل المبكر؟
  

التدخل المبكر هو برنامج منظم ومتداخل من الأنشطة، العلاج الطبيعي، والتمارين التي  تم تصميمها لمساعدة الأطفال ذوي متلازمة داون أو غيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. يهدف التدخل المبكر إلى تعزيز تطور الرضّع والأطفال ، ومساعدة العائلات على فهم وتلبية احتياجات أطفالها. إن أكثر خدمات التدخل المبكر شيوعا للأطفال ذوي متلازمة داون هي خدمات العلاج الطبيعي ، علاج النطق واللغة، والعلاج الوظيفي.
 
(ب) متى يجب البدء بالتدخل المبكر ؟

  يجب البدء في التدخل المبكر بعد فترة قصيرة من الولادة، وعادة ما يستمر حتى يبلغ الطفل سن ثلاث سنوات من العمر . وكلما كان التدخل مبكرا كان ذلك أفضل، ومع ذلك يمكن البدء في وقت لاحق.

(ج) كيف يمكن للتدخل المبكر أن يفيد الطفل؟

إن التطور عملية مستمرة تبدأ عند الحمل وتستمر مرحلة بعد اُخرى في تسلسل منتظم. هناك مهارات في كل جانب من الجوانب الأربعة للتطور (المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة، ومهارات اللغة والتواصل، المهارات الإجتماعية، ومهارات مساعدة الذات .) والتي هي بمثابة خطوات مسبقة للمراحل التي تليها. يتوقع من الأطفال تحقيق كل مهارة من المهارات  في وقت محدد، والذي يمكن حسابه بالأسابيع أو الأشهر أو السنوات. وبسبب التحديات المحددة والمرتبطة بمتلازمة داون، فمن المحتمل ان يعاني الأطفال من تأخر  في جوانب  معينة من جوانب التطور. ومع ذلك، فإنهم سيتمكنون من تحقيق مهارات النمو، ولكن حسب جدولهم الزمني الخاص بكلٍ منهم. كما أنه من المفيد عند مراقبة تطور وضع الأطفال ذوي متلازمة داون، النظر إلى تتابع إنجاز المهارات بدلا من العمر الذي تم فيه الإنجاز.
إن كل نوع من أنواع التدخل المبكر يعالج جوانب محددة من تطور الطفل.

 
 (د) العلاج الطبيعي: يركز العلاج الطبيعي على التطور الحركي . فعلى سبيل المثال، خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأولى من حياة الطفل، يتوقع ان يتمكن الطفل الرضيع من التحكم بالرأس والقدرة على الانتقال إلى وضع الجلوس (بالمساعدة) بدون أي إرتخاء بالرأس، وقوة كافية في جذع البدن العلوي للحفاظ على الوقوف بشكل صحيح . إن تقديم العلاج الطبيعي الملائم والصحيح  يمكن أن يساعد الطفل ذو متلازمة داون الذي قد يعاني إرتخاء في العضلات لتحقيق هذه المهارة .
 
قبل الولادة وخلال الأشهر الأولى من الحياة ، يبقى التطور الجسدي  هو الأساس الكامن وراء كل تقدم في المستقبل. يتعلم الأطفال  من خلال التفاعل مع بيئتهم. ومن أجل القيام بذلك، يجب أن يتمتع الرضيع بالقدرة على التحرك بحرية وبشكل هادف. مثل القدرة على استكشاف البيئة المحيطة به، القدرة على الوصول وجذب الألعاب ، القدرة على تحريك الرأس لمتابعة جسم متحرك ببصره ، والقدرة على الإستدارة والزحف سعيا لتحقيق الهدف المنشود ، كل هذه السلوكيات تعتمد على التطور الحركي الكبير والحركي الدقيق . هذه الأنشطة البدنية و التفاعلية تعزز الفهم والتحكم بالبيئة ، وتحفز التطور المعرفي واللغوي، و الاجتماعي.
وهناك فائدة أخرى طويلة الأجل للعلاج الطبيعي هو المساعدة على منع أنماط الحركة التعويضية التي يقوم الأشخاص ذوو متلازمة داون بتطويرها . وهذا قد يؤدي الى مشاكل عظمية ووظيفية إن لم يتم تصحيحها.
 
(هـ) علاج النطق واللغة: وهو العنصر الحاسم في التدخل المبكر. فعلى الرغم من أن الاطفال  ذوي متلازمة داون قد لا ينطقون الكلمات الأولى حتى عمر2 أو 3 سنوات، فهناك الكثير من مهارات ما قبل النطق واللغة يجب اكتسابها أولاً. وتشمل هذه المهارات : القدرة على تقليد الأصوات وترديدها، مهارة تبادل الأدوار (يتم تعلمها من خلال الألعاب  مثل "الغميمة ")، المهارات البصرية (النظر إلى المتحدث والأشياء)، المهارات السمعية (الاستماع إلى الموسيقى والكلام لمدة طويلة من الوقت، أو الاستماع إلى أصوات الكلام)، مهارات حاسة اللمس (التعلم عن طريق حاسة اللمس، واستكشاف الأشياء في الفم)، المهارات الحركية الفمية (باستخدام اللسان وتحريك الشفاه)، والمهارات المعرفية. ( فهم وإدراك ثبات الأشياء، السبب والنتيجة. مثال: يقوم الطفل بإعادة اللعبة للشخص البالغ لمساعدته على إعادة تشغيلها ) . 
يمكن أن يساعد أخصائي النطق واللغة، في تقويم هذه المهارات وغيرها، بما في ذلك الرضاعة الطبيعية. لأن الرضاعة الطبيعية تستخدم نفس التراكيب التشريحية المستخدمة في الكلام ، فبإمكانها المساعدة في تقوية فك  الطفل  وعضلات الوجه ووضع الأساس لمهارات التواصل في المستقبل.
 
(و) العلاج الوظيفي:  يساعد العلاج الوظيفي الأطفال على  تطوير وإتقان المهارات التي تساعد على الإستقلالية. إن العلاج الوظيفي يساعد في تطوير بعض القدرات مثل فتح وإغلاق الأشياء وإلتقاط ورمي الألعاب من مختلف الأحجام والأشكال، الرصف والبناء، واللعب بالمقابض والأزرار، وتجريب أقلام التلوين...إلخ . كما يساعد أخصائيو العلاج الوظيفي الأطفال على تعلّم مهارات مساعدة الذات كارتداء ملابسهم ، وتناول الطعام باستقلالية، وتعلم مهارات اللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين.
كذلك يمكن للتدخل المبكر أن يمنع الطفل ذو متلازمة داون من الوصول الى عقبة قد تعترضه عند نقطة معينة في مجال التطور. وبالتالي ، فإن الهدف من برامج التدخل المبكر هو تعزيز وتسريع التطور المبني على قدرات الطفل ونقاط القوة والضعف في جميع جوانب التطور.


(ز) تطور المهارات الحركية الكبيرة ومتلازمة داون

تأليف باتريشيا ك‘ وندرز. أخصائية علاج طبيعي، أخصائية أولى للعلاج الطبيعي، اختصاصية في متلازمة داون، مركز ساي لمتلازمة داون، مستشفى الأطفال، أورورا،كولورادو، وخبيرة استشارية لدى جمعية "صوت متلازمة داون" في المملكة العربية السعودية .

ما هي بعض التحديات التي تواجه الأطفال ذوي متلازمة داون في تطورالمهارات الحركية الكبيرة لديهم ؟

يرغب الأطفال ذوي متلازمة داون في الجلوس، الزحف، المشي، واستكشاف بيئتهم، والتفاعل مع الأشخاص المحيطين بهم أسوة ببقية الأطفال. وللقيام بذلك، فإنهم يحتاجون إلى تطوير مهاراتهم الحركية الكبيرة. إن الأطفال ذوي متلازمة داون لا يطورون مهارات حركية بنفس الطريقة مثل الطفل ذو التطور الطبيعي، وذلك  بسبب بعض الخصائص الجسدية، والتي تشمل (إرتخاء العضلات)، رخاوة الأربطة الفقرية (الإرتخاء في الأربطة التي تسبب مزيدا من المرونة في المفاصل)، وإنخفاض القوة. لذلك يقومون بتطوير حركات تعويضية للتغلب على الصعوبات التي يعانون منها، والتي يمكن أن تؤدي على المدى الطويل إلى مضاعفات، كآلام القدمين وتطوير طريقة مشي غير صحيحة.
الهدف من العلاج الطبيعي لهؤلاء الأطفال ليس لتسريع وتيرة تطورهم، كما هو المفترض في كثير من الأحيان، ولكن لتسهيل تطوير أنماط الحركة على النحو الأمثل. هذا يعني أنه على المدى الطويل، يجب مساعدة الطفل على تطوير وضعية وقوف جيدة، وتوازن مناسب للقدمين، ونموذجٍ صحيح للمشي، وأساس جيد لممارسة التمارين البدنية طوال حياتهم.

ماذا تفعلين في جلسة نموذجية من العلاج الطبيعي  ؟

أولا، ألاحظ ما هي المهارات التي أتقنها الطفل بمفرده. بعدها أقوم بتحديد مدى إستعداد الطفل للتعلم تالياً . من المهم جدا ان نعلم المهارات التي هم على استعداد لتعلمها في الشهر القادم  بدلا من العمل على شيء متقدم جدا بالنسبة لهم.
عند معرفتي بالمهارة التي يكون الطفل جاهز لتعلمها، أقوم بتطوير الطريقة لتعليمه تلك المهارة. فأقوم بتجزئة المهارة إلى مهارات اساسية بسيطة ومتسلسلة، ومن ثم أبدأ بتعليم المهارة باستخدام مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لاختبار الطريقة الأنجح للطفل . وتعتمد الاستراتيجيات على أسلوب تعلم الطفل وطبيعتة البدنية.
أخيراً، والأهم من ذلك، أقوم بتعليم الأهل كيفية ممارسة المهارة مع طفلهم. ويمكن للأهل ممارسة المهارة مع الطفل عند شعوره بالراحة والقوة، كما يمكن للمهارات أن تدمج مع الروتين اليومي. من خلال الممارسة والتكرار، سوف يطور الطفل القوة والكفاءة، مما يؤدي إلى إتقان المهارة.

لقد كتبت أن الأطفال عادة إما يكونوا "محفزين" أو "مراقبين" بطبيعتهم. كيف يؤثر المزاج على العلاج الطبيعي؟

إن المزاج هو خاصية الشخص في طريقة التفكير والتصرف والتفاعل. فأنا أنظر إلى نمط  تفكير الطفل  والتصرف والتفاعل أثناء تعلمه المهارات الحركية الكبيرة. ومن خلال ملاحظتي فإن الأطفال ذوي متلازمة داون ينقسمون  إلى فئتين أساسيتين من المزاج هما: المحفزون والمراقبون. الأطفال المحفزون  يميلون إلى المخاطرة. وهم يحبون التحرك  بسرعة ويتحملون حركات ومواقف جديدة. هم لا يريدون البقاء في مكان واحد و لا يروق لهم  الثبات. بينما الأطفال المراقبون هم أكثر حذرا، ودقة ، ويرغبون في السيطرة على الموقف. وهم يفضلون مواقف ثابتة ويخافون بسهولة عند تعلم حركات جديدة.

على سبيل المثال عند تعلم الأطفال المحفزين مهارة المشي، سوف يخاطرون بإتخاذ خطوات مستقلة ولن يرتدعون عن ذلك بسبب السقوط المتكرر. بينما المراقبون سيكونون أكثر حذرا وسيخاطرون  بخطوات مستقلة فقط عند التأكد من توازنهم .

إن فهم مزاج طفلك والدافع  لهذا المزاج سوف يساعدك على أن تكون أكثر فعالية في مساعدته على تعلم المهارات الحركية الكبيرة. وسوف تعرف مسبقا عن الأنشطة التي من المرجح أن يستمتع  بها، وأي الأنشطة التي من المرجح أن يقاومها. عند أخذ هذا بالاعتبار، يمكنك أن تبدأ بالأنشطة التي يستمتع بها فقط  ثم المتابعة  إلى نشاط أكثر صعوبة عندما يكون مرتاحا ومندفعا للتعلم .


ما هي بعض النصائح العامة التي ينبغي على الأهل وضعها في الاعتبار عند العمل على المهارات الحركية الكبيرة مع الطفل ؟

إن تطوير المهارات الحركية الكبيرة هي المهمة الأولى للتعلم التي سيواجهها الأطفال ذوي متلازمة داون ووالديهم على السواء. وهذه فرصة للأهل للبدء في فهم الكيفية التي يتعلم بها الطفل. استخدم هذه النصائح كنقطة انطلاق للبدء في استكشاف أسلوب طفلك في التعلم.
• تحديد ما الذي يحفز طفلك. فطفلك أكثر احتمالا للتحرك عندما يكون هناك دافعٌ محفزٌ له. على سبيل المثال، قد يزحف للوصول الى دميته المفضلة. لذلك، عند ممارسة المهارات الحركية، فإن نجاح طفلك ومتعته سيعتمد على كيفية لعبك معه، ونوعية الألعاب التي يستخدمها، وأين يضعها.
• فكِّر بالطريقة التي يفكر بها طفلك.  تصور ما هي المهارات الحركية الكبيرة التي يحب طفلك القيام بها ،  ومن ثم ابنِ على هذه المهارات. على سبيل المثال ، إذا كان طفلك يحب أن يكون على بطنه ، علّمه الدوران ، الزحف والتسلق ، وإذا كان يحب الجلوس ، علًمه للانتقال الى الجلوس بنفسه. فالأطفال غالبا ما يكونون محفزين لتعلم مهارات في ترتيب مختلف عن ترتيبك ، ومن المناسب اتباع طفلك في البداية والعمل على ما هو على استعداد لتعلمه.
• هيىء طفلك للنجاح. مارس المهارات التي يكون طفلك على استعداد لتعلمها حتى يتمكن من إنجازها. يجب تدريب الطفل على المهارة وهو في أفضل حالاته الجسدية بحيث يكون لديه الطاقة، والتركيز والصبر والقدرة على تطوير المهارات الجديدة أو الناشئة. اعرف كيف تختار الوضعيات المناسبة ويجب أن تعرف أفضل المحفزات.  وأخيرا، يجب أن تعرف متى تتوقف. إن التوقيت الجيد واللحظات القليلة التي يتعلم فيها طفلك مهارة جديدة وينجح فيها لها قيمة أكبر من تدريبه لمدة ساعة من المعاناة والتي تؤدي بكما إلى الإحباط والغضب .
• اقرأ تلميحات طفلك. انتبه إلى كيفية استجابة طفلك للقيام بالمهارات. إذا كانت صعبة جداً عليه ، قم بتسهيلها عن طريق تغيير طريقة التدريب  أو تقديم مزيد من المساعدة . تابع  القيام بالمهارة  طالما أن طفلك يبذل قصارى جهده. إن نوعية الوقت الذي تقضيه في ممارسة المهارات الحركية الكبيرة  هو أهم بكثير من الكمية.
• تعامل مع تعليم المهارات على أنها لعبة. يجب عليك حقا التفكير في التعليم وممارسة المهارة كلعبة. أولاً، قدم "اللعبة" بحيث يشعر طفلك بالحركة ويتحملها . ثانياً ، ساعد طفلك على التعود على اللعبة وفهم ما تريد منه أن يفعل. ثالثاً ، مارسا اللعبة معاً وخفف الدعم تدريجيا. رابعاً،  تقدم نحو الاستقلالية عن طفلك. فالهدف النهائي هو أن يتمكن طفلك من إتقان اللعبة ، ويكون قادراً على القيام بها من تلقاء نفسه.
إن الأطفال ذوي متلازمة داون لديهم أسلوب فريد في التعلم، ونحن بحاجة إلى فهمه واحترامه.  أنا حقا أخصص العمل الذي أقوم به مع كل طفل ، وأتأكد من أن جلسات العلاج الطبيعي توفر بيئة تعليمية ممتعة للأطفال بحيث يكونون متعلمين راغبين ، وأنا أشجع الأهل على فعل الشيء نفسه في المنزل. إذا كان طفلك يشعر أن الأمور مفروضة عليه، فهو أو/هي  سيجدون السبيل  لتجنب التعلم ومقاومته.

المراجع :
المهارات الحركية الكبيرة  لدى الأطفال ذوي متلازمة داون: دليل الأهل والوظيفيين (1997 م) تأليف باتريشيا ك. وندرز. الناشر وودبن هاوس.
"ألأهداف والفرص المتاحة من العلاج الطبيعي للأطفال ذوي متلازمة داون" (2001 م) فصلية متلازمة داون 6 (2 ) 1 - 4 .
www.denison.edu/dsq
متلازمة داون : الـ (18) شهر الأولى (2003 م) تأليف شيرمرهورن.



فاطمة سعيد الخميسي
شعبة /RL
أ.هند بامعلان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق