استراتيجيات وبرامج التدخل المبكر
سمر الحويطي
شهد العقدين الحالي والسابق توسعاً سريعاً في كثير من دول العالم لخدمات وبرامج التدخل العلاجي المبكر للأطفال دون السادسة من العمر . نتج هذا التطور من تفاعل مجموعة من العوامل يأتي في مقدمتها :
أولاً : تزايد الوعي بأهمية الخبرات المبكرة في المراحل الأولى من العمر في نمو وارتقاء الإنسان ، وتتضاعف هذه الأهمية لدى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة .
ثانياً : التحول الذي حدث في فلسفة الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث أصبح من الضروري حصولهم على الخدمات الخاصة في المواقع الطبيعية التي يستخدمها الأطفال العاديون ، مثل المنزل ودار الحضانة ومدرسة الروضة .
ثالثاً : الاعتراف المتزايد بأن الرضع وأطفال الحضانة ذوو الاحتياجات الخاصة لهم حقوق في الحصول على فرص متساوية مع أقرانهم العاديين من أجل تنمية وتطوير إمكاناتهم وقدراتهم .
ولقد حدث تطور مواز لهذا الاتجاه العالمي في دول الخليج العربي ، فقد ظهرت في السنوات الأخيرة في البعض من الدول الخليجية عدد من المؤسسات والمراكز التي تقدم خدماتها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .ورغم أن البداية كانت لذوي التخلف العقلي ، إلا أن الخدمات الآن قد توسعت لتشمل ذوي الإعاقات الجسدية والإعاقات الحسية . مع الأخذ في الاعتبار أن معظم أشكال الخدمات الخاصة ما زالت تتبنى سياسة العزل والفصل ، مع وجود استثناءات قليلة مثل روضة أزهار الحراك للمعاقين
جسدياً وروضة الأمل للمتخلفين عقلياً بدولة البحرين ، حيث يوجد بكل منهما أطفال عاديون . وهو اتجاه نتمنى أن يتسع ليشمل كل الفئات في كل الدول الخليجية .
إن ميدان التدخل العلاجي المبكر ميدان متفرد يتطلب توجهات جديدة ومبتكرة، لا تكون مجرد امتداد تنازلي لخدمات التربية للأطفال في سن المدرسة ، أو مجرد نقل وتكرار للبرامج والأساليب المستخدمة في رياض الأطفال . إن الأهداف العامة للتربية الخاصة للأطفال من سن الميلاد حتى دخول المدرسة الابتدائية تختلف عن أهدافها في المراحل العمرية التالية ، فالهدف هنا تسهيل أو تدعيم نمو الأطفال الصغار عن طريق التدخل في الوقت المناسب قبل أن تؤدي الإعاقة أو ظروف الخطر النمائي (At- Risk) إلى تغيير أو ربما هدم نموهم وإمكاناتهم في المستقبل ، وأيضاً منع أو الوقاية من ظهور الإعاقات الثانوية ، وأخيراً تدعيم الأسرة لكي تقدم أفضل رعاية لأطفالها المعاقين أو من هم في خطر بيولوجي ولا أو بيئي بسبب العجز أو ظروف الخطر . ثم على المجتمع بأفراده ومؤسساته أن يتحمل مسئولياته لجعل الخدمات الخاصة متوافرة لهؤلاء الأطفال الصغار . Al.hwaiti@hotmail.com
المراجع
http://www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_art&ArtCat=17&id
( Hanson & Lynch, 1995 ; Noonan & McCormick , 1993 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق