https://twitter.com/ETEC9

الحساب الرسمي للفعالية في تويتر

https://www.facebook.com/pages/ETEC9/546074778824402

الصفحة الرسمية للفعالية في الفيس بوك

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 4 مارس 2014

برنامج بورتيج للتدخل المبكر | اسراء أحمد الحازمي

قبل سنوات عديدة كان للأطفال ذوي العاهات الخلقية وأسرهم خيارات محدودة , إما أن يكونوا في مستشفى الرعاية الاحتجازية التي ترعاها الدولة أو منعزلين في البيت. ومنذ ذلك الحين تم إنجاز الكثير في مجال الرعاية الصحية والتربية الخاصة للأطفال المعاقين إثر التطورات الحديثة في التكنولوجيا والخبرة الطبية التي حسنت النواحي الإنمائية والصحية ومعدل بقاء الأطفال الرضع والأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة وقد مكنت هذه الإنجازات هؤلاء الأطفال من المشاركة بصورة أكمل في التعليم بمختلف مجالاته والتدريب و استعمال الأدوات المساعدة .(1)

أولاً : تعريف البرنامج
قام العديد من العلماء بوضع تعريفات للبرنامج منها ما يؤكد على الخبرات والممارسات والأنشطة المحددة للبرنامج , فتذكر ليلى كرم الدين 1994 أن البرنامج هو : مجموعة من الخبرات المحددة التي يعرض لها الأفراد بطريقة معروفة ومحددة بهدف اكسابهم معلومات أو مهارات أو اتجاهات في جانب محدد من جوانب سلوكهم.
أما سعدية بهادر فتذكر 1994 فتذكر أنه مجموعة من الممارسات والأنشطة والألعاب والمواقف والأساليب التي يمارسها الطفل مع المشرفة خلال يوم كامل من أيام الأسبوع وهذه الأنشطة ترتب ترتيبا دقيقا مناسبا لمستوى نمو الطفل الذي وضعت من أجله وتتدرج في فقرات موجهة بحيث تفصل بين الفقرة والأخرى فترات راحة ويسبق كل فترة تمهيد لها .
وقد صممت برامج التدخل المبكر في مرحلة الطفولة لإمداد المساعدة للأطفال ذوي التحديات الجسمية أو التنموية ومعظم برامج التدخل المبكر تجعل من الآباء الأعضاء الأساسيين لفريق المتخصصين والذين يهدفون إلى تلبية احتياجات الطفل الخاصة .
وتقدم هذه البرامج من خلال المؤسسات الإجتماعية الخاصة بالأطفال وتبحث هذه البرامج عن الإيجابيات التي تحققها لكل من الأسرة وأطفالها في آن واحد .
(Graham green 1995,3 )(www. The lissencephaly Network Inc ,2001)
وأن أفضل البرامج التدخلية هي التي تتكامل أهدافها مع الجهود المحلية وتستفيد منها و هي التي تؤمن حياة طبيعية للطفل وسط أهله و ذويه ثم تجنبه الهزات النفسية .
فالبرنامج الناجح هو الذي يكون مصحوبا بأسلوب محدد من التغذية المرتدة المستمرة والتي تجعل الطفل يستمر في العمل واللعب من خلال أنشطة البرنامج و توجيه الطفل إلى الأنشطة والممارسات السلوكية والتدريب عليها من خلال علميات التقويم المستمرة التي تقوم بها المعلمة لتحديد مستوى الطفل عن طريق النشاط الذي يمارسه.

ثانياً : تـطـور البـرنـامج
تأسس مشروع بورتيدج عام 1969 عن طريق ما كان يسمى آنذاك مكتب تعليم المعوقين ونتيجة للكثير من جهود أعضاء مشروع بورتيدج والأسر التي استفادت منه وفريق التدخل المبكر في أنواع متعددة من البرامج تم إعداد دليل بورتيدج للتعليم المبكر ونشره عام 1972 وتمت مراجعة هذا الدليل عام 1976 بناء على التغذية الراجعة الضخمة التي تم جمعها ممن استخدموا هذا البرنامج في كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية .
وقد بدأ مشروع بورتيدج في بريطانيا العظمى نتيجة لسلسلة من ورش العمل التي تمت في انجلترا وويلز سنة 1976 , وقد التحق بورش العمل الأولية هذه ما يقرب من 80 شخصا . وقد نما مخطط بورتيدج بدءا من تلك البداية من أساس العمل المكون من هؤلاء الحالمين والمتفائلين العاملين في رعاية الأطفال ليصير واحداً من أكبر النظم التي تقدم خدمات لصغار الأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم في بريطانيا العظمى .
حقق منهج بورتيدج لمساعدة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة نجاحا مذهلا منذ أن دخل انجلترا آتيا من الولايات المتحدة الأمريكية وقد أسس عبر السنوات العشر الماضية أكثر من 200 مشروع محلي لبورتيدج في طول البلاد وعرضها , كما انشئت جمعية بورتيدج القومية سنة 1982 كمنتدى لتبادل الآراء ويرجع الطابع المؤثر لهذا النمو السريع لبورتيدج أكثر ما يرجع إلى كون بورتيدج حركة شعبية تنتشر من خلال جهود المختصين المحليين والمتحمسين من العامة .
ولكن منحة DES للدعم التربوي للمشروعات التي من نوع بورتيدج والتي تلقاها مشروع بورتيدج سنة 1985 حققت الإعتراف الرسمي للإستخدام واسع النطاق للمشروع ولنجاحه الذي لا يحتاج إلى برهان ولسمعته التي أرسى دعائمها .
وقد اتفقت مجموعة من العاملين في عدد من مراكز تأهيل الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة على أهمية تنسيق الجهود فيما بينهم لتعريب المواد والأدوات المستخدمة في العملية والمتوفرة بلغات أخرى . وعلى ذلك في فبراير 1991 تألفت مجموعة عمل من ممثلين لمركز عين شمس للتأهيل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية الحق في الحياة ومركز سيتي التابع لجمعية كاريتاس وبمشاركة ممثلين عن مكتب هيئة أوكسفام بالقاهره .
واتفقت هذه المجموعة على أن يكون باكورة عملها هو تعريب برنامج بورتيدج للتربية المبكرة حيث أن هذه المراكز كانت تستخدم بالفعل ترجمات عارضة لهذا الدليل افتقدت في معظمها للتدقيق والموائمة مع ظروف التطبيق في الواقع المحلي إلى جانب عدم اكتمالها من حيث شمولها لمكونات البرنامج المختلفة ( دليل الإستخدام والبطاقات وجداول الفحص ) إضافة إلى ذلك فإن الطبعة البريطانية لعام 1987 والتي تم الاعتماد عليها في هذا التعريب تختلف عن الطبعة الأمريكية لعام 1976 والتي اعتمدتها ترجمات أخرى وتشمل تطويراً بالغاً للقسم الخاص بمجال اللغة وهو ما قامت الهيئة البريطانية بإضافات جوهرية عليه .
فالقسم الخاص باللغة تضمن جهدا علميا في مواءمته مع تطور طبيعة النطق عند الأطفال المتكلمين بالعربية وهو ما استعدى استشارات عديدة من مختصين في اللغات المقارنة والتخاطب .
ثم قامت كاميليا عبد الفتاح وآخرون بتعصير وتقنية هذا البرنامج سنة 1999 و نشره
تحت اسم برنامج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة بوزارة التربية والتعليم .

ثالثاً : مـاهـيـة بـرنـامـج بـورتـيـدج
البورتيدج هو خدمة تعليمية لأطفال ما قبل المدرسة , تعتمد على الزيارة المنزلية والدعم الزائد لاحتياجاتهم واحتياجات أسرهم .

رابعا : الأسس التي قام عليها البرنامج
يسعى نموذج بورتيدج لتحقيق التكامل بين مدخل الأنساق الأسرية family systems وبين برنامج التدخل الخاص بعلاج طفل يوجد في بيئة معيقة لتطوره ويتشكل هذا النموذج من أربعة مبادئ رئيسية :
·       الأسرة هي التي توجه عملية التدخل .
·       جوهر عملية التدخل هو التفاعل بين الوالدين والطفل .
·       أن النظام اليومي وعادات الأسرة واللعب تشكل أنماط حياة الأسرة وهي الوسيط الذي يتم التدخل من خلاله .
·       تسجيل الملاحظات والحوارات الدائرة بين الوالدين وفريق العمل هو أساس القرارات التي تتخذ في عملية التدخل .

خامسا : أهـداف البـرنـامـج 
الهدف من نموذج بورتيدج هو :
·       تدعيم نمو لعب الأطفال الصغار , الاتصال والعلاقات .
·       تشجيع المشاركة الكاملة في الحياة اليومية مع العائلة وخارج المنزل .
·       الأمان والضمان في العالم الأوسع لكل الأطفال والأسر و كذلك حقوقهم حيث أن الدعم المعطى خلال برنامج بورتيـدج مبني على مبدأ أن الآباء هم الأشخاص الأساسيين في العناية ونمو ابنائهم .
·       يهدف البرنامج لمساعدة الآباء على اكتسابهم الثقة في هذا الدور مهما كانت احتياجات ابنائهم .
·       توفير وتنمية المواد التعليمية الموجودة بالبيئة لتحقيق أفضل الفرص للتدريبات لكل من الطفل والأسرة .



ومن أجل عمل هذا قدمت أعمال الزائرين المنزليين بجانب الآباء مساعدة عملية وأفكار لما يلي :
1)   جعل التعليم متعة لكل العائلة .
2)   تشجيع اهتمامات الطفل .
3)   مواجهة المواقف الصعب حلها .

سادساً : آليـات تـنـفـيـذ البـرنـامـج
يعتبر برنامج بورتيدج نظام لتقييم حاجات صغار السن ممن يعانون تأخرا في النمو بما فيهم من يعاني من إعاقات حادة في التعليم ثم يهتم بعد ذلك بتعليم تلك المهارات التي يحتاج الطفل إلى اكتسابها ويستند نجاح برنامج بورتيدج وشعبيته إلى أنه يتقبل دور الوالدين باعتبارهما شخصيات محورية في نمو الطفل وبالتالي يتمركز هذا البرنامج حول المنزل والزائرة المنزلية التي تساعد الوالدين بالدعم و تقديم الاستشارات بكيفية مساعدة الطفل ليصبحوا أكثر فاعلية كمدرسين في أن يصبحا من خلال مشاركتهم لأطفالهم في منظومة تعليمية دقيقة تستجيب بطريقة مرنة لحاجات الفرد كما تتميز بالدقة في تنظيمها .
يستند برنامج بورتيدج على أربعة أنشطة رئيسية :
·       زيارات منزلية أسبوعية تقوم بها زائرة منزلية مدربة .
·       أنشطة تعليمية مكتوبة أسبوعيا ومصممة بصورة فردية لكل طفل ووالده .
·       التعليم والتسجيل يقوم به الوالدان .
·       إشراف أسبوعي من الزائرة المنزلية .

سابعاً : مـكـونـات البـرنـامـج
1- عملية التشخيص :
يشمل نموذج بورتيدج على جهود مكثفة لتعريف مؤسسات المجتمع المحلي ببرنامج التدخل وتقوم كل مؤسسة بوضع محكات نجاحها على أساس طبيعة المجتمع الذي تخدمه والأنظمة السائدة وشروط مصادر التمويل و عدد الأسر التي يمكن تقديم الخدمة إليها .
2- التقييم البيئي :
في كل البرامج يتم تقييم الأنشطة في بدايتها وتطويرها والأوضاع الحالية . هذا التقييم يتضمن نظرة واسعة للمصادر , المساعدات , الإحتياجات واهتمامات المشاركين في البرنامج . وقد تم تقييم البيئات المتعددة والتي تتضمن المنزل , الجيران والمجتمع . كما تم دراسة تأثير التشريعات المحلية , القومية والدولية والنزعات خاصة في هذه البرامج و التي تتضمن التدريب والمساعدة لخدمات المعلمين .
3- التخطيط البيئي :
تم دمج تقييم المعلومات إلى خطة الخدمات . هذه الخطة يمكن أن تكون خطة لخدمة الأسرة بمفردها , التدريب و اتفاقية التقييم الفني , خطة عمل الأسرة أو أدوات وخطط أخرى خاصـة بالبرنامج . كل الخطط تتضمن أهداف و موضوعات وتسلسل للخطط صممت لإنجاز الهدف والموضوعات .
4- تنفيذ الخطة : كل برنامج له نشاطات محددة موظفة لتنفيذ الخطة البيئية . هذه الأنشطة تتنوع ويمكن أن تتضمن الزيارات المنزلية , نقل خبرات المجموعة للأسرة,التدريب ومتابعة الأنشطة , اجتماعات تعاون للجماعة وتقديم المواد وأشياء أخرى عديدة.
5- تدعيم الإجراءات المتطورة :
في كل برامج الخدمات يكون الاتصال المباشر بالمشتركين محدد. تم تصميم البرنامج سواء كان برنامج تدريب أو برنامج خدمة مباشرة بحيث يتطلب الانتباه إلى بناء البرنامج الذي يعتني بالفترات الهامة بين الاتصالات المباشرة .

تـنـظـيـم التـعـلـم :
إن تجميع كل العناصر الرئيسية للبرنامج هو غلاف تنظيم التعلم . وقد تحقق الإلتزام بالتعلم المستمر في عدة أنشطة منها : عملية التقييم , النمو المهني , تقديم المشاركة وفريق للإشراف والمتابعة .




ثامنا ً: نـواحـي الـقـوة والـضـعـف في الـبـرنـامـج
* نواحي القوة :
يتركز التقييم من خلال النموذج أساسا على الطفل فالبيانات التي يتم جمعها تتعلق بالتغيرات ممكنة القياس في سلوك الطفل .
تندمج المراقبة الإيجابية المستمرة في النموذج من خلال اجتماعات العاملين من مختلف التخصصات مع بعضهم البعض و اجتماع الفريق الموجه للعمل . وتوجد اتصالات وثيقة مع كل الأفراد الذين يدعمون النمو الشامل للطفل ويهتمون به .
وتحمل المسؤولية من مهام المشاركة على كل مستويات النموذج فكل الأعضاء يحددون الأدوار المساهمة بوضوح ويتفاوضون حولها ويتفقون عليها .
كما يفي نموذج بورتيدج بروح قانون التعليم لسنة 1981 ومتطلباته خصوصا من الأوجه التالية :
1)   توفير استعدادات تعليمية عالية القيمة للطفل ذي الاحتياجات التعليمية الخاصة في سن ما قبل المدرسة .
2)   الحصول على المشورة التربوية لوضعها ضمن أي تقرير عن ما يلزم .
3)   ضمان المشاركة الوالدية الفعالة .
و مرونة النموذج تعطي له امكانية الإستجابة للإحتياجات شديدة التنوع للأسرة و لكل طفل على حدة و تضمن بنيته عملا مثمرا من خلال البرامج التعليمية . كما توفر الزيارات المنزلية المنتظمة دعما ً وجدانياً للأسرة في المنزل وتعمل كقناة لنقل المعلومات بينها وبين الوكالات القانونية . و توفر التغذية الإسترجاعية من المستهلك بيانات تدخل تطورات مستمرة إلى الخدمة .
* نواحي الضعف :
استخدم برنامج بورتيدج بنجاح مع مجموعات كثيرة في المملكة المتحدة منذ إدخاله سنة 1976 وقبل أن تدعم الحكومة النموذج سنة 1985 أدت المبادرات المستقلة إلى إنشاء ما يزيد عن 150 مشروعا لبورتيدج في مختلف أنحاء البلاد مصممة كلها كي تخدم الأسر في تربية طفل صغير ذي احتياجات خاصة وقد استخدم النموذج بالإضافة إلى ذلك في المدارس وفي محيط المساكن التي تقدم رعاية داخلية بنفس القدر من النجاح .
وقد تم الإعتراف بقوة النموذج في التطبيق العملي على نطاق واسع ورغم ذلك وكما يحدث مع كل الأفكار الجديدة كان هناك عدد من التحفظات التي أبداها كل من المهنيين المتخصصين وغيرهم من العاملين جنبا إلى جنب مع خدمات بورتيدج أنفسهم وقد حددت تلك الإنتقادات البعيدة كل البعد عن تقديم مشكلات صعبة نقط البدء الضرورية المؤدية للتغيير والنمو خاصة في المجالات التالية :
1)   اكتساب اللغة باستخدام نموذج بورتيدج .
2)   تعليم الطفل شديد الإعاقة .
3)   مساعدة الأطفال على تعميم المهارات التي تم تعلمها .
4)   مساعدة الوالدين على الإستجابة للمشكلات الشخصية المتعلقة برعاية طفل صغير معوق .
حدث ذلك العمل استجابة مباشرة لمشكلة محددة في منطقة بعينها وساعد النقد على وجود قوة دافعة للتغيير وقد تمكنت اجراءات التقييم المدمجة داخل النموذج والتي تعمل من خلاله من أن يصير حساسا للإحتياجات المتنامية وتعطي السهولة النسبية التي تدمج بها أي تغيرات ناتجة في ممارسات بورتيدج بيانا عمليا عن فائدة بنية بورتيدج لتقاسم الأفكار والتطورات الجديدة .وقد وجهت انتقادات أخرى أكثر عمومية إلى الآثار بعيدة المدى للتعليم في السن قبل المدرسي وإلى حكمة رفع التوقعات الوالدية لإمكانيات النمو الكامنة لدى طفلهم .

تاسـعـاً : معايير تطبيق البرنامج
كان المعيار الأصلي الواجب وجوده لدخول أي طفل في مشروح بورتيدج بويسكونسون أن يظهر الطفل سلوكا مساويا للتأخر بمقدار سنة واحدة عند مقارنته بمجموعة من رفاقه في أحد مجالات النمو المبنية بجدول بورتيدج للفحص وقد لا تبدو الوسائل التعليمية الدقيقة التي يستخدمها النموذج ملائمة في كل الحالات للأطفال الذين يتأخرون قليلا في الوصول إلى مراحل الحياة العادية وقد رؤي أن تكون سنة واحدة هي أدنى تأخر مؤهل للطفل للإلتحاق ببورتيدج .
وإذا طبقنا التأخر لسنة واحدة على مجالات كمجالات النمو الاجتماعي أو نمو اللغة فيحتمل أن ينتج عن ذلك وجود قطاع أكبر من الأطفال المؤهلين للإلتحاق بخدمة بورتيدج يزيد عما يمكن أن تدعمه الموارد الحالية ونتيجة لذلك ركزت الممارسة في المملكة المتحدة على الأطفال ذوي الظروف المعوقة المعترف بها مثل ( متلازمة دوان ) أو الذين يساوي تأخرهم سنة واحدة في أكثر من مجال من مجالات جدول الفحص الذي يعمل في ويسيكس في منطقة صحية تغطي 200000 نسمة ويستخدم المعايير العامة أن 15-20 أسرة سوف تتطلب خدمات بورتيدج ويعتبر هذا التقدير الآن متحفظا و 25-30 أسرة دليل أكثر جدوى .
ومن الجدير بالملاحظة أن اعتراف لجنة وارنوك بأن 20% من السكان يتطلبون مساعدة متخصصة في وقت ما بين الميلاد و سن 18 سنة يفتح الباب لاحتمالات أكثر بكثير للجوء إلى خدمات بورتيدج .
والعوامل الأربعة الرئيسية التي يجب أخذها بعين الإعتبار عند تحديد الأولوية هي :
1)   سن الطفل .
2)   شدة المشكلة .
3)   مدى إتاحة خدمات أخرى .
4)   عدد الأسر التي يحتمل أن تتطلب الدعم . (2)





أخيراً , إن الهدف الرئيسي للتدخل المبكر هو أن يتلقى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في نموهم أو هم في خطر الإصابة به , تدخلا وفق نموذج يعتبر المظاهر البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية , كل ما من شأنه انطلاقا من الوقاية والرعاية الاجتماعية أن يقوي قدرتهم على التطور والعيش الرغد ويسمح باندماجهم الكلي في الوسط العائلي , والمدرسي , والاجتماعي ويمكنهم من الإعتماد على أنفسهم .
إن التدخل المبكر يجب أن يستفيد منه كل الأطفال الذين يعانون من أي شكل من أشكال الخلل أو الاضطراب في النمو , مهما كان نوعه جسميا أو نفسيا أو حسيا , أو الذين يعتبرون في حالة الخطر البيولوجي أو الاجتماعي , كل التدخلات التي تتم في التدخل المبكر يجب ألا تهتم فقط بالطفل وإنما أيضا بأسرته ومحيطه .(3)


* الـمـراجــــع :
(1) الرواس , أزهر عثمان : دور طبيب تأهيل الأطفال في خدمات التدخل المبكر , الدوحة ,الملتقى الثامن للجمعية الخليجية للإعاقة ,2008
(2) وشاحي , سماح نور محمد : التدخل المبكر وعلاقته بتحسين مجالات النمو المختلفة للأطفال المصابين بأعراض متلازمة داون "دراسة ارتقائية" , القاهره , جامعة القاهرة معهد الدراسات والبحوث التربوية , 2003
(3) الإتحاد الأسباني لجمعيات أخصائيي التدخل المبكر GAT: الكتاب الأبيض للتدخل المبكر , مدريد , مطبعة ARTEGRAF , 2000









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق